كلام نقوله باسترسال , بدون دراسة وتحليل , خال من اي دليل , مليء بالتعصب ورائحة التزمت والتمسك بالراي , بيد انه مجرد تصور نحمله نتيجة التوارث والشيوع العشوائي ,, لكن من يا ترى يدفع الثمن ..؟ هل هو الرجل ؟!!
كلا بلا شك ..,
هل هي المراة ..؟
نعم بدون ادنى شك ..,
في مجتمعاتنا .. ما هي نظرة الرجل للمرأة , من حيث وجودها , ومن حيث مكانتها , هل لها دور تلعبه في الحياة , هل تشارك عائلتها او زوجها في صنع القرار واتخاذه , هل هي موجود اوّلي استراتيجي , ام ثانويّ على الهامشـــــــــ ... ؟
نحن ... العالم العربي والاسلامي .., لننظر الى حالنا بعيدا عن الغرب .. فقد ضجرنا من تلك العاهة التي التصقت بالانسان العربي اليوم وهي : تسقيط الغرب ورمي الفشل الذي نعيشه على عواتقهم : فمجرد ان نفتح موضوع للنقاش فانه سرعان ما يتجه احدنا الى سلبيات العالم الاوروبي والاميركي فيبدا بتسقيطه معتبرا اياه السبب الرئيس لما اثقل كاهلنا من تخلف وتراجع حضاري وفكري ...
او يهرع احدنا - المسلم - الى بقية المسلمين الذين يختلفون معه في المذهب فيرمي عليهم كل ما يحمل من عيوب وفشل وانهزام .. فبات واضحا انها محاولة يائسة دوما ولا تثمر نتائج طيبة ,, طلاء فوق طلاء ,,
لنترك الغرب اليوم , وننقد الذات , فهل نمتلك الشجاعة ..؟
جاء في بعض ادبياتنا - العرجاء - ... الاتي ,
1- يحق للزوج ان يطلق زوجته اذا شمّ في فمها رائحة بصل ...!
2- المرأة لا ترث من عقار زوجها شيء ...!
3- للمرأة الحق على زوجها ان يجامعها كُل اربعة شهور مرة واحدة ( 4 شهور ) اي يجب على الزوج ذلك ...!
4- للزوج الحق في الاستمتاع بزوجته متـــــــــــــــى يشـــــــــــاء وكيـــــــف يشـــــــــــاء ,
فالكم والكيف مطلق وبلا حدود ...! يالمفارقة بين النقطة الثالثة وبين النقطة الرابعة ؟
اقول :ان هذه النقاط تحضرني الان والوقت الذي املكه يسمح لي بذكرها .. والا فهناك العشرات غيرها ... وما خفي كان ادهى ...
جاء في كتاب الله العزيز آيات تبين مكانة المراة وقيمة المراة وبعض الاحكام مثلـــــــــــــ ..
1- يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء . \ النســــــــــــــــــــــــــــــــاء \ آية 1
2- ..... فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض ,
آل عمران \ آية 159
3- والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض \ التوبة \ آية 71
من خلال هذه الايات نلاحظ موقف الاسلام من المراة في جانبين , وهما : من حيث الدين , ومن حيث الشريعة , اما من حيث الدين فهو يعطي للمراة قيمة عليا لا تختلف عن الرجل في شيء ... اما من حيث الشريعة فقد وضع الحدود لكلا الجنسين الذكر والانثى ووضع الثواب والعقاب ..
فبعد النظر الى هذه الايات الكريمات وغيرها كثير , والنظر الى النقاط الاربع اعلاه , نجد مفارقة وتناقض بين الدين والمعرفة الدينية ..
فالقران الكريم يتكلم في جانب .. والفقه والتشريع البشري يتكلم في جانب اخر ...
*********************
ثلاث اتجاهات تكلمت عن حقوق المراة
الاول :: يتبنّاه اغلب العلماء والفقهاء الاسلاميين من اصحاب التيار الاصولي .. فهو يتلخص بــــــــــ ان الاسلام بما انه خاتمية الرسالة وبما ان الدين قد اكتمل - اليوم اكملت لكم دينكم - اذن جميع حقوق المراة روعيت وذكرت في الشريعة الاسلامية , وكل تلك الحقوق تنسجم مع الوضع السايكولوجي والفسيولوجي للمراة اي - ديمومة بالانسجام - فلا يمكن للانسان ان يقوم بصياغة قوانين ومقررات جديدة تتناسب مع مستجدات الواقع بشكل افضل مما ورد في الاحكام الشرعية الواردة في الشريعة الاسلامية ...
الثاني :: يقول به بعض المتجددين والمثقفين الاسلاميين الذين حاولوا التمسك بالنصوص الواردة في المخزون التاريخي والفقهي من جهة , ومن جهة اخرى محاولة للاستفادة من المعطيات والافكار الجديدة التي جاءت بها النهضة العلمية الحديثة ..
فهم يجدون ان الاسلام وإن جاء بكل تلك الاحكام وقام باخراج المراة من تلك الهوّة المظلمة وضمن لها حقوقها الشرعية ... الا ... ان الشريعة وبسبب الظروف السيسيولوجية والثقافية التي لم تجعل هناك من فسحة لتطبيق تلك الحقوق على ارض الواقع ,, فكان نصيب المراة هو - اقل الحقوق - او الحد الادنى ...
الثالث :: وهو اكثر الاراء مقبولية . فيقوم هذا الراي على اساس عدالة ومعقولية التشريع الاسلامي بالنسبة لحقوق المراة في الاجواء الثقافية والظروف الاجتماعية عصرئذ التي تزامنت مع التجربة الاسلامية في تلك الرقعة الجغرافية - المحلية -
وليس على اساس ثبات هذه الاحكام واستمرارية هذا التشريع في كل زمان ومكان
- زمكان مطلق - ,,
وليس على اساس ان الاسلام لم يتمكن من تطبيق النظرية الحقوقية للمراة بسبب ضغط الواقع المضاد .....
بل على اساس التطابق والانسجام التام بين العدالة التي تتجسد في الاحكام والشريعة التي جاء بها الوحي لتاسيس مشروع حضاري اسلامي يتناسب مع الثوابت الحضارية في معادلات الواقع العربي وقتئذ ..
فلا يعني هذا الجمود على هذه التشريعات ,, فاذا تغَّير الموضوع بسبب تغّير الزمكان ستكون هناك ضرورة لتغيير الحكم والتشريع - لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً - فهناك فصل بين الدين والشريعة كما تصرح بذلك هذه الاية المباركة ...
*********************
الحقيقة ان الموضوع الى حين هذه الحظة لم يدخل الى صميم العلاقة الزوجية .. لكن هناك عدة فقرات ستتجة الى الحياة الزوجية التي من شانها ان تنقل الانسان من الانا الفردية الى الـــ نحن ..
وساتكلم في الموضوع القادم - ان شاء الله - عن بعض المفاهيم المتوارثة لدينا , ومن الغريب انها تضرب المراة في الصميم وتجعلها متناقضة تماما مع قوله تعالى - فتبارك الله احسن الخالقين - ..
لكن المراة تستسلم امامها رافعةً رايتها البيضاء حيناً , او تلجأ الى سلاح التأويل حينا ..,
منها ما ينسب الى الامام علي عليه السلام .. نقول ينسب لان الامام عليه السلام لا يمكن ان يصدر منه كلام مماثل .. مثلــــــــــــ ,,, النساء ناقصات العقول والايمان ,,, المراة شر كلها ,,,
او بعض الروايات مثلـــــــــــــ ,,, خلق المراة من فاضل طينة الرجل ,,, سجود الزوجة لزوجها ,,, شاوروهن وخالفوهن ,,, اختصاص الرجال بالجنة بالحور العين ,,, كراهة تحصيل العلم للنساء ,,,