شموخ فتى الـمـشـرف العـــام
المشاركات : 171 العمر : 30 العمل/الترفيه : اي شيء ممتع نقاط : 6033 الاقامة : الوطن العربي - العراق - ديالى - بلدروز - حي العصري - مقابيل فرن المصطفى المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 29/06/2008 توقيع المنتدى :
| موضوع: تفسير آية الكرسي ( الشيخ الدكتور / خالد السبت ). السبت يوليو 05, 2008 12:19 pm | |
| المشايخ الفضلاء / أنقل لكم تفريغ شريط تفسير آية الكرسي لفضيلة الشيخ الدكتور / خالد بن عثمان السبت حفظه الله ، فرغه أحد الأفاضل في ملتقى أهل التفسير ، وقال في المقدمة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله .. لقد قمت بتفريغ هذا الشريط النافع بإذن الله ووجدت فيه كثيرا من الفوائد العلمية والتربوية أقدمه لكم ولا تنسوني من دعائكم .
----
قال الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت حفظه الله تعالى :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد : فأسأل الله عز وجل أن يكتب لنا في هذا الاجتماع العلم النافع والخير الذي نتبصر به الطريق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى ، وأسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك باعثا إلى تفهم كتابه وتدبره وتعلم معانيه .
في هذا الدرس الأول من دروس التفسير سيكون حديثنا بإذن الله عز وجل عن آية من كتاب الله تبارك وتعالى نبتدأ بها هذا اليوم :
( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
يقول الله عز وجل ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ) الآية . أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ابن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله فقال ، أي آية معك في كتاب الله أعظم ؟ فقال على البديهة : ( الله لا إله إلا هو الحي القوم ) .
فهذا السؤال يحتاج جوابه إلى نظر وتأمل واستقراء وتبصر في معاني كتاب الله عز وجل ..
القرآن فيه آلاف الآيات ، فإذا أراد أحد من الناس أن يحكم بأن هذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله يحتاج أن يستحضر المعاني الواردة في القرآن بعد استحضار الآيات الواردة فيه ، ثم يستطيع أن يحكم بعد ذلك هل هذه الآية أعظم أم تلك ..
أبي بن كعب رضي الله عنه لشدة حذقه في حفظ كتاب الله عز وجل ولشدة تبصره ومعرفة معانيه قال على البديهة : ( الله لا إله إلا هو ..) ولم يقل ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعلمه هذا المعنى في يوم من الأيام .. لا .. والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما أخبره به أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سمع هذه الإجابة : ( ليهنك العلم أبا المنذر ) يعني هنيئا لك بالعلم يا أبا المنذر ..
هنأه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا البصر والفقه والفهم في كتاب الله تبارك وتعالى الذي أهله ليتعرف على هذا المعنى من بين آلاف الآيات القرآنية ، فحكم بأن هذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل .
ولماذا كانت أعظم آية في كتاب الله ؟..
يا إخوة .. شرف العلم بشرف المعلوم .. وشرف الذكر بشرف المذكور .
فالعلوم والصنائع إنما تشرف وتتفاضل بحسب مضامينها ومحتوياتها .. فالعلم الذي يتعلق بالطبابة مثلا أشرف من العلم الذي يتعلق بالحدادة ، والعلوم التي تتعلق بالمعادن أشرفها ما كان يتعلق بالمعادن النفيسة كالعلوم المتعلقة بالذهب ، ويلي ذلك العلوم التي تتعلق بالمعادن الخسيسة كالحديد ، فهذه علوم تتعلق بباب واحد ومع ذلك تفاوتت أشد التفاوت .
لماذا ؟.. لأن متعلقها متفاوت .. فهذا علم يتعلق بالذهب وهذا علم يتعلق بالحديد . المهن .. الذي يقود الطائرة صنعته أشرف من الذي يقود القطار ، وأشرف من الذي يقود السيارة مثلا .. الذي يعمل في الطبابة .. مهنته طبابة الإنسان .. هذه الصنعة أشرف ممن يتعاطى طبابة الحيوان .. لماذا ؟.. لأن شرف العلم بشرف المعلوم .. وشرف الذكر بشرف المذكور .
فهذه الأية تتعلق بأسماء الله عز وجل وصفاته بل تتعلق بأعظم الأسماء والصفات .. بل تتعلق بأسماء ترجع إليها سائر الأسماء الحسنى التي تدل على أوصاف الكمال ، ولذلك كانت هذه الآية أعظم من غيرها .. كانت أعظم آية في القرآن الكريم .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه جماعة من الصحابة منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والمغيرة بن شعبة ، وأبو أمامة الباهلي وجابر ببن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) .
وجاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الشيطان الذي كان يحثو من تمر الصدقة – والحديث مشهور- وفيه أن أبا هريرة رضي الله عنه لما أخذه في المرة الثالثة قال له : لا أدعنك حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له : ألا أعلمك شيئا ينفعك الله به ؟! فقال : بلى . فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح .
إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ .. يحفظه ويحوطه ويرعاه .. ولا يقربك شيطان حتى تصبح .. فهذا الحفظ ، الأرجح – والله أعلم – أنه حفظ مطلق ، من الهوام وشياطين الإنس وشياطين الجن .. فالله عز وجل يحفظه ويحوطه ويكلؤه ويرعاه من كل مخوف ، وكذلك لا يقربه شيطان فلا يرى الرؤى المزعجة ، ولا تقع في قلبه الخواطر و الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلب العبد ليوقع الشك في قلبه ، أو يريه رؤى مزعجة فيقع الحزن في نفسه .
هذه بعض الأحاديث الثابتة التي وردت في فضل هذه الآية العظيمة من كتاب الله عز وجل . | |
|
شموخ فتى الـمـشـرف العـــام
المشاركات : 171 العمر : 30 العمل/الترفيه : اي شيء ممتع نقاط : 6033 الاقامة : الوطن العربي - العراق - ديالى - بلدروز - حي العصري - مقابيل فرن المصطفى المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 29/06/2008 توقيع المنتدى :
| موضوع: رد: تفسير آية الكرسي ( الشيخ الدكتور / خالد السبت ). السبت يوليو 05, 2008 12:21 pm | |
| ما التفسير ، فالله عز وجل يقول : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ..
( الله ) : قال كثير من أهل العلم : إنه الاسم الأعظم ، واستدلوا على ذلك بأمور منها : أن جميع الأسماء الحسنى تعود إليه لفظا ومعنى .. ما معنى تعود إليه لفظا ومعنى ؟ ..
تعود إليه لفظا : أي أنها تأتي معطوفة عليه دائما في القرآن : ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن ) .. ولا تجد في القرآن أن هذا الاسم الكريم يعطف على شيء من الأسماء الحسنى .. يعني لا تجد ( الرحمن الرحيم الله ) .. لا ... الله الرحمن الرحيم ، ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فكل الأسماء الحسنى تعود إليه لفظا ..
كما أنها تعود إليه معنى : أنتم إذا تأملتم في هذه الأشياء التي تذكر في معاني هذه الأسماء الحسنى ستدركون أن هذه الآية فعلا تستحق أن تكون أعظم آية في كتاب الله .. يعني ستخرجون بهذه النتيجة ..
ومعنى أن الأسماء الحسنى تعود إليه معنى .. ( الله ) مشتق على الأرجح ، كما هو قول المحققين من أهل اللغة مثل سيبوبه والخليل بن أحمد والزجاج والفراء ، وهو اختيار ابن القيم وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله أجمعين .
والإله هو المعبود .. والتأله معناه التعبّد .
هذا الإسم الكريم ( الله ) مشتق من صفة الإلهية ، أو يتضمن صفة الإلهية .. والذي يكون إلها لا بد أن يكون ربا ، خالقا ، رازقا ، حيا ن مالكا ن غنيا ، قادرا ن وغير ذلك مما نعرف من أوصاف الكمالات ؛ ومالا نعرف ، فلا يكون إلها إلا من كان متحققا بجميع صفات الكمال والجلال والعظمة والكبرياء وما إلى ذلك ، وإلا فلا يكون إلها ..
الإله لا يكون عاجزا ، ولا يكون فقيرا ، ولا يكون ضعيفا ، ولا يكون فيه نقص بوجه من الوجوه ، فهو الذي له الكمال المطلق ، وبالتالي يستحق أن يعبد . فالفقير العاجز المربوب لا يصلح أن يعبد وإنما يعبد الغني الخالق ، القادر ، الرازق ، المحيي ، المميت ، المدبر ، الذي بيده مقاليد كل شيء ، فإذا سئل أعطى وإذا دعي أجاب .. هذا هو الإله .
ولهذا يقول العلماء إن توحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية . إذا قلت هو إله فهذا يتضمن أنه هو الرازق ، المحيي ، المميت ، القادر ..إلخ .
ولهذا يقولون أيضا إن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الإلهية ، معنى هذا الكلام .. إذا أقررت أن الله هو الخالق ، الرازق ، المحيي ، المميت ، الضار ، النافع ، فما حاجتك إلى غيره ؟! .
ولهذا احتج النبي صلى الله عليه وسلم على حصين – والد عمران بن حصين – جيء به وهو شيخ هرم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليجادله في الإيمان فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "كم إلها تعبد" ؟ قال : سبعة ، ستة في الأرض وواحد في السماء . فسأله النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأسئلة : "من لحاجتك؟ من لرغبتك ؟ " ، فيقول : الذي في السماء .. الذي في السماء ... الذي في السماء ، فحجَه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القضية قال : " فما حاجتك بهؤلاء الآلهة ؟ ما حاجتك بغيره ؟! فكان ذلك سببا لإسلامه رضي الله عنه ، وقد جاء للاحتجاج على النبي صلى الله عليه وسلم في قضية التوحيد .
فإذن .. حينما نقر بأن الله هو الإله ، فهذا يتضمن أنه موصوف بجميع صفات الكمال .
وبهذا نعرف الجواب عن السؤال في معنى كون هذا الاسم ترجع إليه الأسماء الحسنى من جهة المعنى ، أي أن معناه يتضمن جميع معاني الأسماء الحسنى الدالة على الكمال ، فالله عز وجل ترجع إليه جميع معاني الأسماء الأخرى كالرازق ، والحي ، والقادر ، والمدبر ، والسميع ، والبصير وما إلى ذلك .
ولهذا قال جمع من أهل العلم : إنه الاسم الأعظم الذي إذا سئل الله به أعطى ، وإذا دعي أجاب ، فهو أعظم الأسماء الحسنى وأجلّها على الإطلاق ، كما أنه أيضا من الأسماء المختصة بالله تبارك وتعالى .. يعني بعض أسماء الله عز وجل يمكن أن يسمى بها المخلوق مثل العزيز ( وقالت امرأة العزيز ) ، أما ( الله ) فلا يمكن أن يسمي به أحد من المخلوقين ، فهو اسم مختص بالله تبارك وتعالى . | |
|
شموخ فتى الـمـشـرف العـــام
المشاركات : 171 العمر : 30 العمل/الترفيه : اي شيء ممتع نقاط : 6033 الاقامة : الوطن العربي - العراق - ديالى - بلدروز - حي العصري - مقابيل فرن المصطفى المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 29/06/2008 توقيع المنتدى :
| موضوع: رد: تفسير آية الكرسي ( الشيخ الدكتور / خالد السبت ). السبت يوليو 05, 2008 12:23 pm | |
| ( الله لا إله إلا هو ) : هذه أشرف كلمة قيلت على الإطلاق ، وهي كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) .. هي أصدق كلمة ،وأعدل كلمة .. ما قال قائل قط أصدق كلمة من هذه الكلمة .. كلمة الشهادة .. كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) .. ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفضل ما قلت أنا و النبيون قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) الحديث .
( الله لا إله إلا هو ) : أي لا معبود بحق سواه .
ثم قال : ( الحي القيوم ) : الحي : الذي له الحياة الكاملة من كل وجه ، فهي حياة لم تسبق بعدم .
المخلوق حي يوصف بالحياة .. ولكن الفرق بين حياة المخلوق وحياة الخالق ؟ . حياة الخالق : لم تسبق بعدم ، هو الأول ، ولا يلحقها عدم ، وهو الآخر ، ولا يعتريها نقص بوجه من الوجوه .. حياة المخلوق مسبوقة بالعدم ، ويعقبها الفناء والعدم .. يموت الإنسان ، ويعتريها النقص والضعف والخلل بما يحصل للإنسان من الأوجاع والأمراض التي تكون ضعفا في حياته ، إضافة إلى السِنة والنعاس والنوم ، لأن النوم في الواقع هو موتة صغرى .. فنحن حينما ننام ، فنحن في الواقع نموت في كل يوم ، بل قد نموت في كل يوم عدة مرات ، فهذا نقص في حياتنا في الواقع ، وإن كان بالنسبة للمخلوق الضعيف الفقير المحتاج يُعد النوم كمالا في حياته ، لأنه لو لم ينم لكان ذلك علة ومرضا يستدعي ذهابه إلى الأطباء .. فهذا كمال ، ولكنه ليس كمالا مطلقا ، بل هو كمال نسبي يليق بالمخلوق .
أما إذا قيّمنا هذه الصفة ونظرنا إليها - النوم - من حيث هي ، فإنها لا تكون كمالا على سبيل الإطلاق ، بل هي كمال نسبي يليق بالمخلوقين فحسب .
أما الخالق فلا يليق به النوم جل وعلا ، لأن النوم نقص في الحياة ، ولهذا قال : ( الله لا إله إلا هو الحي ) : الذي له الحياة الكاملة ، لم تسبق بعدم ولا يلحقها عدم ، وهي أيضا لا يعتريها نقص ..
وهنا سؤال .. وهو أن أهل الجنة يخلدون فيها ، فهل يرد ذلك على كون الله عز وجل له الحياة الكاملة التي لا يسبقها عدم ، فما الجواب ؟ .. بقاؤهم في الجنة .. هل قيامهم بأنفسهم ؟! .. الجواب : لا .. وإنما بإقامة الله عز وجل لهم ، فقيامهم مفتقر إلى إقامة غيرهم .. إلى إقامة الله تبارك وتعالى ، فهو ليس قياما بنفسه ، وإنما قيام بغيره .
أما قيام الله عز وجل وبقاؤه وحياته الكاملة فإنه مقيم لنفسه سبحانه وتعالى ويقيم غيره ..
وأنتم تلاحظون هذه المعاني المترابطة فيما يلوح لكم من الأسماء الآتية .. هو يقيم غيره ، ولا يفتقر إلى غيره في بقائه وحياته الأبدية .
وأما أهل الجنة فإنما بقاؤهم بإبقاء الله لهم .. فهم مفتقرون إليه كل الافتقار .
( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) .. تلاحظون أن حرف العطف محذوف بين هذه الأسماء .. فما وجه هذا الحذف ؟ ، لماذا لم يقل الله لا إله إلا هو الحي والقيوم والذي لا تأخذه سنة ولا نوم .. إلى آخره . لماذا لم يذكر العطف ؟.
إذا تأملنا في كتاب الله عز وجل نجد أن ذكر الأسماء الحسنى لا يذكر معه حرف العطف إلا في موضعين اثنين : الأول : مع الاسم الموصول ( سبح اسم ربك الأعلى ، الذي خلق فسوى ، والذي قدر فهدى ، والذي أخرج المرعى .. ) إلى آخره . والموضع الثاني : في مقام واحد في كتاب الله عز وجل ، وهو قوله تبارك تعالى ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن ) في هذا المقام فقط .
لاحظ الآن .. الأسماء المذكورة هنا ( الأول والآخر والظاهر والباطن ) هل هي أسماء متقاربة أم متقابلة ؟ .. متقابلة .. الأول والآخر .. ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ).
فهذه الأسماء متقابلة تماما .. بينما المواضع الأخرى التي يحذف معها حرف العطف تكون متقاربة : - تجد العزة مع الحكمة .. العزيز الحكيم . - المغفرة يتبادر معها الرحمة .. الغفور الرحيم . - والحياة ما الذي يناسبها ؟ .. يناسبها القيومية ، ولهذا قال ( الحي القيوم ) .. له الحياة الكاملة وهو أيضا قيوم .
قيوم .. صيغة مبالغة .. معناها : أنه قائم بنفسه ، مقيم لغيره سبحانه وتعالى ، قائم على خلقه في كل شيء ، قائم عليهم في حياتهم وفي أرزاقهم ، وقائم عليهم في آجالهم ، وقائم عليهم في كل شأن من شئونهم ، فهو الذي يدبرهم التدبير المطلق ، وهو الذي يحكم عليهم ولا معقب لحكمه جل وعلا ، هذا معنى القيوم . ( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت )
وهذا من كمال حياته ، فهو كما أنه قائم بنفسه هو أيضا مقيم لغيره . | |
|
شموخ فتى الـمـشـرف العـــام
المشاركات : 171 العمر : 30 العمل/الترفيه : اي شيء ممتع نقاط : 6033 الاقامة : الوطن العربي - العراق - ديالى - بلدروز - حي العصري - مقابيل فرن المصطفى المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 29/06/2008 توقيع المنتدى :
| موضوع: رد: تفسير آية الكرسي ( الشيخ الدكتور / خالد السبت ). السبت يوليو 05, 2008 12:25 pm | |
| | |
|