كشف الباحثون
أن الأشخاص الذين يكثرون من التملق والإطراء
سواء كانوا صادقين فيها أم لا يكونون محبوبين وتزداد فرصهم
في تكوين علاقات اجتماعية ناجحة أكثر من غيرهم.
ويرى الخبراء أن بإمكان هؤلاء الأشخاص الحصول على
كل ما يرغبونه من خلال الإطراء والمجاملات بصرف النظر
عن كونها صادقة أم كاذبة..
وتكون فرصهم للنجاح في العمل اكثر من غيرهم مشيرين إلى
أن الإنسان يحب الإطراء والمديح بطبيعته ويندفع نحو من
يثنون عليه دون اعتبار الهدف أو الدافع وراء هذا الثناء
وأرجع بعض العلماء ذلك إلى غرور الشخص بينما يرى علماء
آخرون أن الأشخاص الذين يتمتعون بثقة عالية بالنفس يرون
مثل ذلك الإطراء والمجاملة أمرا طبيعيا وشيئا يستحقونه
ووجد الباحثون بعد إجراء سلسلة من التجارب والاختبارات
النفسية على عدد من طلاب الجامعة أن المشاركين فضلوا
الأشخاص المعجبين بهم على غيرهم بصرف النظر عن
اعتقادهم بصحة هذا الإعجاب والإطراء وغيره من العوامل.
وتوصل هؤلاء في الدراسة التي نشرتها مجلة "الشخصية
وعلم النفس الاجتماعي" إلى أن الإنسان بطبيعته يحب الثناء
والمديح وان كان كذبا ونفاقا، لأن ذلك يشعره بالثقة والأمل
والتفاؤل حتى وان لم تكن المجاملات صحيحة على الإطلاق.
وقام الباحثون بتصميم عدد من التجارب لتحديد مواقف معينة
والسمات الشخصية التي يعتقد أنها ترجح رأي الشخص بمعجبيه.
بناء على ما ظهر في البحوث السابقة من أن تبادل الحديث
بين الأشخاص اتخذ نظرة شك عندما كان المديح والثناء
وجها لوجه، حيث اعتقد بعض العلماء أن هذا الأمر يرجع
إلى مشاركة نفس الشخص الموجّه له المديح, في الحديث
مما أدى إلى إلهائه وعدم تقييمه للموقف بشكل دقيق.
ولكن التجارب الهولندية أظهرت أن الأشخاص الموجه لهم
الإطراء والمديح فضلوا معجبيهم واعتبروهم أقل مكرا وتفاهة
مقارنة مع المراقبين الذين اعتبروا ذلك الإطراء نفاقا
حتى وان شاركوا بالحديث ولم يقيّموا حقيقة الموقف..
وقال الباحثون أن المزاج والثقة العالية بالنفس والميل لتفضيل
المجاملات لم تكن العوامل المحددة لفعالية الإطراء في رفع المعنويات
والمضي في العلاقات الاجتماعية وخاصة السطحية منها